ثقافة لطفي العبدلي: «وردة وكتــاب» إهـدار للمال العام، والنجوم فشلوا فــي إضحــاك الـمشـاهـد
شاهدناه خلال هذا الموسم الرمضاني في عملين مختلفين تماما فمن ضمار «عمار» في «بوليس 2» الى تراجيديا «الصادق المحواشي» رجل الأعمال الفاقد للذاكرة والمورط في اعمال غير قانونية في مسلسل «فلاش باك».. دورين متناقضين نجح في تقمصهما الممثل لطفي العبدلي، الذي اضحكنا تارة وأبكانا أخرى...
عن هذه الأدوار كان لنا لقاء مع العبدلي الذي كان صريحا كعادته فقيم لنا الاعمال الدرامية الرمضانية، وتحدث عن عرضه في قرطاج ومسلسل خلافه مع «آل النهدي» وأمور أخرى ندعوكم للاطلاع عليها.
من عمار في «بوليس حالة عادية» الى الصادق في «فلاش باك»، نقلة نوعية في مسيرة لطفي العبدلي، كيف وجدت التجربتين؟
هي نقلة نوعية بالنسبة للجمهور العريض الذي لم يشاهدني في اعمال تراجدية وتعوّد على العبدلي في ادوار الكوميديا سواء على خشبة المسرح او في السيتكومات، لكن ما لا يعلمه البعض هو أني قدمت الكثير من الاعمال الجادة والتراجيدية، خاصة في السينما، وآخر هذه الأعمال دوري في فيلم «شبابك جنة» اضافة الى بطولة الفيلم المالطي «سيشمار»، وهما دوران تراجيديان لا يختلفان عن شخصية الصادق المحواشي في «فلاش باك» دون أن انسى بقية الافلام التونسية التي شاركت في بطولتها، مع العلم واني متحصل على 14 جائزة اثر هذه المشاركات .
عموما شخصية الصادق المحواشي نجحت في شدّ الانتباه، وأنا سعيد بردود الأفعال الايجابية وبأن الجمهور اكتشفني في التراجيديا، والاهم انه اكتشفني في عمل درامي محترم لم ينل احترام المشاهد فحسب بل واهل المهنة كذلك.
ألم تواجه صعوبات في التوفيق بين دورين مختلفين خاصة وأن التصوير كان متقاربا؟
الغلبة هنا لحرفية الممثل وتمكنه من أداء كل الأدوار رغم تناقضها، فمن الصعب جدا على الممثل أن يتمكن من الاضحاك ثم ينجح في ابكاء المشاهد والتأثير فيه .. هنا أشير الى أمر هام وهو أن الدراما صعبة لكن الكوميديا اصعب، فان تصنع الضحكة على مستوى عال امر يتطلب منك الكثير من الحرفية والجهد، والدليل ما رأيناه خلال هذا الموسم وفشل عديد الوجوه المعروفة في الاضحاك.
رغم أن «بوليس حالة عادية»كان حديث الشارع، فانه لم ينجح في منافسة بقية الاعمال في نسب المشاهدة حسب شركات سبر الآراء، فما مرّد ذلك؟
بالنسبة لي، اجزم أن جلّ الشعب التونسي ان لم أقل كلّه يشاهد سلسلة «بوليس» وهذا الأمر معلوم لدى القاصي والداني، لكن ما لم أجد له تفسيرا منطقيا هو تعمد شركات سبر الآراء وضع سلسلة «بوليس» في مراتب متأخرة ومنحه 8 بالمائة من نسب المشاهدة، شخصيا لو كنت محل هذه الشركات لشعرت بالخجل، لأن كذبهم مفضوح، عموما نحن نعلم مكانة العمل ولسنا في حاجة الى نسب المشاهدة حتى ولو قرروا وضع السلسلة في المرتبة العاشرة .
وماذا عن الانتقادات التي طالت السلسلة، خاصة في ما يتعلق بالايحاءات واعتمادكم لغة «مضروبة»؟
الامر بسيط جدا، كل من ينزعج من الايحاءات ما عليه سوى تغيير القناة «زابينغ»، فتلك طريقة عملنا، وذلك «ضمارنا» ثم إنّ السلسلة تبث على قناة خاصة، وليس على القناة الوطنية التي تسددون معاليم بثها وتكلف المواطن 9 دنانير في فاتورة الكهرباء، وبالتالي فان المشاهد مطالب بتقييم الاعمال التي تعرض على المرفق العمومي ومحاسبتها عليها لان ذلك من حقه، اما ما يبث على القنوات الخاصة فبامكانه تجاهله.
كمشاهد، كيف تقيم الجزء الثاني من بوليس حالة عادية مقارنة بالجزء الأول؟
هناك تحسن كبير، كما ان الجزء الثاني شدّ المشاهد بنسبة اكبر بكثير من النسخة الأولى... نحن سعداء بهذا العمل الذي تحسن على جميع المستويات، ولعل ما ساهم في هذا التطور هو اللحمة الموجودة بين فريق العمل، فنحن شكلنا فريقا متكاملا احببنا هذا العمل ومنحناه كل ما لدينا.. فأنا وكمال التواتي والشادلي العرفاوي اصدقاء وصداقتنا ساعدتنا كثيرا في العمل بأريحية..
كيف وجدت تجربة تصوير حلقات في امريكا؟
هو ذكاء مخرج العمل مجدي السميري الذي استثمر هذه الفكرة ولم يتركها تمر دون ان تترك اثرا والحمد لله لقد لمسنا تفاعلا كبيرا من المشاهد بعد بث تلك الحلقات التي اثبتنا من خلالها اننا قادرون على منافسة لا فقط الاعمال العربية بل وحتى الاجنبية.
من برأيك تحسن اداؤه خلال هذا الجزء؟
كمال التواتي متميز بطبعه، لكن الشادلي العرفاوي شكل مفاجأة هذا الموسم حيث برز دوره اكثر من ناحية المساحة وحتى الأداء وبالنسبة لي هما متميزان وانا فخور بالعمل معهما.
المسرحي توفيق الجبالي وصف «بوليس حالة عادية» بالمسخرة، فبماذا تجيبه؟
اقول له نحن في انتظار انجازك لعمل افضل مما قدمناه، أنا احترم الجبالي كثيرا واتقبل نقده وأعترف له بالجميل رغم كل ما قاله..
بالعودة الى «فلاش باك»، الا ترى ان هذا العمل يحتوي على جرعة زائدة من الجرأة؟
شخصيا لا أعتقد أن «فلاش باك» أكثر جرأة من «أولاد مفيدة»، هو بنظري عمل مشرف جدا وصوّر بطريقة فنية عالية سواء على مستوى الاخراج او السيناريو، كما انه ومع تطور الاحداث بدأنا نلمس تفاعل المشاهد معه، كما ان ما يصلني من اتصالات ورسائل شكر تدل على نجاح «فلاش باك»، اما بخصوص الجرأة فأنا أرفض تقييم الأعمال تقييما اخلاقيا لأنّ مهمتي تكمن في تقييمه فنيا لا غير، اما عن الشعب التونسي فأرى انه يعاني من انفصام كبير في الشخصية حيث ينتقد جرأة بعض الأعمال ثم يقبل عليها ويشاهدها.
تقدم في فلاش باك شخصية «الصادق المحواشي» وهي شخصية تراجدية فإلى أي مدى ساعدتك السينما في تقمص هذا الدور؟
أنا ممثل سينمائي قبل كل شيء، ولي عديد التجارب المختلفة في مجال السينما كما اخبرتك والأكيد أن هذه الأدوار الهامة هي من جذبت انتباه مخرجي التلفزة، ففي الفيلم الأخير «شبابك الجنة» اكتشف الجمهور لطفي العبدلي القادر على ابكائهم عوض اضحاكهم .
ألا تخشى خسارة جمهور الكوميديا؟
لا أنكر أن ما أقوم به من مزج بين الكوميديا والتراجيديا يعد تحدّيا و»ريسك» وهنا تكمن سعادتي وخسارة الجمهور هي مسألة لم تخطر ببالي لاني اؤمن اني اؤدي عملي بحرفية عالية وعندما اصل الى مرحلة اضحاك الناس وابكائهم اكون فرحا وهذا يتمناه كل فنان.
مصير كل مسلسل نهاية معلومة، لكن يبدو ان مسلسلك مع آل النهدي لن تنتهي؟
بالنسبة لي هي مسألة انتهت دون رجعة وقررت عدم الردّ على كل االاستفزازات التي اتعرض اليها، وبالنسبة للجدل الذي اثاره فيديو وليد النهدي وتأكيده اني تهكمت على والدته فهذا أمر عار من الصحة ومن ادعى ذلك ما عليه سوى تقديم الدليل ، شخصيا لم اعد اهتم بكل ما يقال لاني مشغول بالعمل وتنتظرني سلسلة من العروض الهامة لمسرحية «ماد ان تونيزيا» كما اني انجزت خلال هذه السنة عملين سينمائيين وآخرين للتلفزة وكل هذه الاعمال شغلتني عن ابني وعائلتي وبالتالي ارى ان الردّ على هذا الكلام والاتهامات مضيعة للوقت. باختصار لا وقت لديّ للسبّ والشتم ..
قرطاج والعرض الألف، ماذا لو حدثتنا عن هذه التجربة؟
من المنتظر ان اقدم العرض 1000 لمسرحيتي على ركح مهرجان قرطاج يوم 17 أوت، وما اعدكم به ان يكون هذا العرض متميزا على المستوى التقني لكنه لن يكون افضل من بقية العروض على باقي المسارح لاني احترم كل المهرجانات والمسارح وكل عرض هو خاص بالنسبة لي اقدمه بنفس الأداء وهدفي هو اضحاك الجمهور و«يروّح فرحان»، وبالنسبة لعرض قرطاج فالثابت انه سيكون متميزا خاصة وانه اول عمل اقدمه في اطار المهرجان وانا سعيد بهذا التشريف رغم يقيني المسبق بكوني سأتعرض للنقد .
ماهو تقييمك للأعمال الدرامية والكوميدية بصفة عامة ؟
بالنسبة للكوميديا كانت ذات مستوى متوسط، ولم نر اي اضافة او تجديد، فسلسلة «دنيا أخرى» عمل محترم «سامباتيك» لكن عيبه هو السرعة في الانجاز وعدم التركيز في كل التفاصيل ـ خدمة مزروبةـ وهذا التسرّع ولّد عملا بتقنيات التسعينات وتبقى نقطة قوته في الشخصيات والممثلين واخص بالذكر الصادق حلواس وكريم الغربي .أما نسيبتي العزيزة فلا يمكنني القول سوى ربي معاهم، بالنسبة لمسلسل الأكابر فهو عمل محترم ونقطة ضعفه هي المشاركة اللبنانية، اما «أولاد مفيدة» فهو عمل ممتاز والاهم ناجح جماهيريا، وبالنسبة لوردة وكتاب فبالنسبة لي هو إهدار للمال العام .
ومن من الممثلين نال اعجابك؟
أحمد الأندلسي في دور زياد في أولاد مفيدة ، كان ممتازا.
حاورته : سنــاء المــاجري